لقد تطورت أسواق الأوراق المالية اليوم إلى صناعة تبلغ قيمتها الدولار، يمكن الوصول إليها بلمسة واحدة على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي. فرص التداول في الأسهم متاحة بسهولة لكل متداول، بغض النظر عن مستوى خبرته.
يمكن للمتداولين اختيار التداول والاستثمار في مجموعة واسعة من الشركات في سوق الأسهم الأمريكي، بما في ذلك العلامات التجارية المعروفة مثل Apple وAmazon وTesla. بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم الأسواق الأمريكية من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية (SEC) لضمان النزاهة والشفافية لجميع المستثمرين.
جوهر هذا الأمر هو الطريقة التي تقرر بها التداول نظراً لوجود عدة أنواع مختلفة من التداول في أسواق الأسهم. اختيار النمط أو الاستراتيجية التي تستخدمها سيساعدك على البقاء في الأسواق على المدى الطويل، بما يتوافق مع أهدافك وطموحاتك.
لماذا هناك أنواع مختلفة من التداول؟
يختلف المتدلون جميعاً مما يعني وجود أفكار متنوعة حول كيفية دخول وخروج سوق الأوراق المالية، وعدد مرات التداول ومدة الاحتفاظ بمركز الأسهم. غالبًا ما تعكس استراتيجية التداول شخصية المتداول ومزاجه. الكثير يعتمد أيضًا على التزامك بالتداول، وقدرتك على تحمل المخاطر، وحجم حسابك. من المهم أن تحاول العثور على نوع التداول الذي يناسبك.
هل أنت من الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على نتائج السريعة؟ أم أنك أكثر استرخاءً وتستعد لانتظار نتائج طويلة المدى بينما تتحرك الأسعار؟ كلما كان اسلوب التداول يناسب شخصيتك ونمط حياتك، كلما زادت احتمالية أن تكون متداولاً ناجحًا.
ما هي أنواع التداول المختلفة في سوق الأسهم؟
هناك ثلاثة أنماط شائعة لاستراتيجيات التداول التي يشيع استخدامها من قبل المتداولين في جميع أنحاء العالم، مما يمكنهم من تنفيذ الأوامر في مئات الأنواع من المنتجات والأسواق.
التداول اليومي
يشير التداول اليومي إلى طريقة معينة للتداول حيث يشتري ويبيع التجار الأسهم خلال يوم واحد. على عكس المستثمرين طويلي الأمد، يهدف المتداولون اليوميون إلى الاستفادة من التقلبات وتحركات الأسعار قصيرة الأمد في سوق الأسهم. يستفيدون من التحليل الفني والرسوم البيانية وتحديثات الأخبار في الوقت الفعلي لاتخاذ قرارات سريعة، بهدف تحقيق ربح من الفروقات الصغيرة في الأسعار التي يمكن أن تحدث على مدار اليوم. كما يوحي الاسم، المتداولون اليوميون لا يحتفظون بمراكزهم في الأسهم خلال الليل، بل يغلقون مراكزهم بنهاية يوم التداول لتجنب بعض المخاطر والتكاليف الإضافية للاحتفاظ بصفقاتهم لأكثر من يوم واحد.
إيجابيات وسلبيات التداول اليومي:
- يمكن للمتداولين تحقيق عوائد سريعة خلال إطار زمني قصير، غالبًا في غضون ساعات أو حتى دقائق.
- تجنب مخاطر أخبار السوق أو الأحداث التي يمكن أن تؤثر على أسعار الأسهم خارج ساعات التداول.
- يتطلب التداول اليومي اهتمامًا مستمرًا بالسوق. يجب على المتداولين أن يكونوا مستعدين لاتخاذ قرارات سريعة، غالبًا تحت الضغط، من أجل الاستفادة من تحركات الأسعار السريعة. وهذا يمكن أن يكون مرهقاً عقليًا وعاطفيًا، مما يجعله مسعى مرهق نفسياً للكثيرين.
التداول المتأرجح
تتضمن هذه الاستراتيجية أخذ مراكز على مدى عدة أيام أو حتى أسابيع. يأمل المتداولون بأن يستفيدوا من حركة الأسعار على المدى القصير إلى المتوسط لتحديد مستويات الدخول والخروج. الهدف هو تحديد الاتجاهات طويلة الأجل وتجنب الأسواق ذات النطاق المحدود.
رصد “أعلى ذروة” عندما ترتفع الأسعار أو “أقل قاع” عندما تنخفض الأسعار قد يمثل فرصة للشراء أو للبيع. إذا كنت تعاني من ضغط الوقت والصبر والتنظيم، فربما تكون متداولاً متأرجحاً. عادةً ما يجب أن تقضي ساعة أو ساعتين تقريبًا يوميًا في التحقق من مراكزك.
إيجابيات وسلبيات التداول المتأرجح:
- التداول المتأرجح يتطلب التزامًا زمنيًا أقل، حيث تُحتفظ المراكز عادةً مفتوحة لعدة أيام أو حتى أسابيع. هذه المدة الممتدة نسبيًا تسمح للمتداولين بإدارة وقتهم بكفاءة أكبر وبطلب أقل على جداولهم.
- مخاطر أخبار السوق أو الأحداث التي يمكن أن تؤثر على أسعار الأسهم خارج ساعات التداول حيث يظل مراكز التداول مفتوحاً لفترة أطول.
التداول المراكز
هذا النمط من التداول ينطوي على الاحتفاظ بمراكزك، سواء كانت شراء او بيع على مدى فترة طويلة من الزمن. المدة الزمنية الطويلة لصفقاتك تعني أنك تركز على اتجاهات وموضوعات السوق طويلة الأمد. تعتبر تحركات البسيطة في الأسعار أقل قلقًا بالنسبة لك، ومن الممكن أن يكون لديك عدد أقل من الصفقات المفتوحة، من المحتمل انت تكون ذات قيمة أعلى. تعتبر استراتيجية التداول طويل الأمد هذه مناسبة للمستثمرين المهتمين ببناء محفظة متنوع والذين يتطلعون الى الاحتفاظ باستثماراتهم لفترة أطول.
يمكن أن تكون استراتيجية “الشراء والاحتفاظ” أكثر تشابهاً مع استثمار الأسهم التقليدي. من المرجح ان يكون المتداولون الذين يستخدمون هذه الاستراتيجية أكثر صبرًا ولديهم وقت للبحث في السوق. قد يقضون فقط بضع ساعات في الأسبوع لدراسة فرص التداول المحتملة وتحديد أسعار الدخول والخروج.
إيجابيات وسلبيات تداول المراكز:
- نظرًا لأن المتداولين يقومون بعدد أقل من الصفقات، فإنهم يتكبدون تكاليف معاملات أقل. وهذا يعني أنهم يوفرون العمولات ورسوم التداول الأخرى، والتي يمكن أن تتراكم مع مرور الوقت وتؤثر على عوائدهم.
- يمكن للمتداولين الاستفادة من حركات السوق التي تحدث على مدى فترة زمنية أطول مما يمكن أن تؤدي إلى عوائد محتملة للمتداولين الذين يحددون الاتجاه الطويل بشكل صحيح.
- ريتم الاحتفاظ برأس مال المتداولين لفترات طويلة ولن يكون متاحًا لفرص تداول أخرى.
ما هو التداول المعتمد على التحليل الأساسي؟
يتضمن هذا النوع من التداول استخدام تحليل الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي لفهم تأثير تأثيرات العرض والطلب. وبدوره، سيؤثر ذلك على قيمة وسعر الأصول. تشمل الأمثلة كل شيء بدءاً من سياسة البنك المركزي والأحداث الجيوسياسية إلى تقارير أرباح الشركات والميزانيات – ببساطة أي شيء يمكن أن يزودك بمعلومات حول قيمة الأصول واتجاهها المستقبلي.
إيجابيات وسلبيات التحليل الأساسي:
- رائع للاستثمارات طويلة الأمد حيث يقوم التجار عادة بدراسة قيمة الأصول على مدى فترة زمنية أطول.
- يمكن أن يمنح فهمًا عميقًا للاقتصاد والقطاعات والشركات.
- لا حاجة لدراسة تحركات الأسعار التاريخية أو مؤشرات الرسم البياني الفني.
يتطلب التحليل الأساسي في كثير من الأحيان بعض المعرفة العميقة بالتقارير الإخبارية أو البيانات المالية لتكوين وجهات نظر طويلة الأمد ومستدامة. النتائج يمكن أن تكون معقدة أيضًا وقد لا تكون مناسبة للمتداولين الذين يرغبون في الحصول على نتائج سريعة.
ما هو التداول المعتمد على التحليل الفني؟
على عكس “لماذا” في التداول الأساسي، يهتم التحليل الفني بـ “ماذا”. من خلال دراسة تحركات الأسعار التاريخية والاتجاهات على الرسوم البيانية، يمكنك تحديد الظروف التداول الحالية والمستقبلية. هدف التداول الفني هو التعرف على الأنماط التي تساعد في العثور على مستويات الدعم والمقاومة لتحديد نقاط الدخول والخروج.
إيجابيات وسلبيات التحليل الفني:
- يمكن استخدامه عبر أي إطار زمني أو مجموعة من الأطوار الزمنية – من دقيقة واحدة إلى رسوم شهرية.
- إنشاء إدارة مخاطر واضحة من خلال معرفة مكان الدخول والخروج من صفقاتك بدقة.
- يمكن تطبيقه مع أنواع التداول الأخرى مثل الأساسيات والمشاعر.
- التداول باستخدام التحليل الفني ليس علمًا دقيقًا. ليس هناك ضمان بأن أنماط الأسعار السابقة ستحدد دائمًا حركة الأسعار المستقبلية، ويمكن للمتداولين الفنيين الحصول على إشارات متضاربة. وهذا يعني أن استراتيجية إدارة المخاطر القوية من المناسب اتخاذها لحماية نفسك من حركة الأسعار غير المواتية.
الخاتمة
هناك العديد من أنواع التداول المختلفة في أسواق الأسهم. العثور على نمط يناسب ظروفك المالية وشخصيتك وهيكلك العاطفي وأسلوب حياتك هو جزء كبير من أن تصبح متداولاً ناجحًا.
الأنماط تختلف فيما يتعلق بنوع التحليل المستخدم، ومدة الاحتفاظ بالمراكز، وكم من الوقت ترغب في تخصيصه للأسواق.
أحد الأشياء الرئيسية التي يجب تذكرها هو أن تكون متسقًا – فالاتساق في اسلوب التداول سيؤدي إلى الاتساق في النتائج.